عدد الرسائل : 39 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 29/12/2008
موضوع: سمعنا وأطعنا الإثنين فبراير 02, 2009 6:36 am
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. أما بعد:
فمن الواجب على كل مسلم محبة الرسول وطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه وتصديق خبره.. وبذلك يحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ويستحق الثواب ويسلم من العقاب، وعلامة ذلك ودليله التزامه بتعاليم الإسلام أمرًا ونهيًا وتطبيقًا، قولاً واعتقادًا وعملاً، وأن يقول أمام كل أمر ونهي ( سمعنا وأطعنا ) كما قال المؤمنون قبلنا، ومن ذلك تقصير الملابس فوق الكعبين في حق الرجال طاعة لله ورسوله.. ورجاء الثواب والخوف من العقاب. وقد لوحظ على كثير من الناس - هداهم الله - إسبال الملابس أسفل الكعبين وجرّها، وفي ذلك خطر عظيم عليهم؛ لأن فيه مخالفة لأمر الله ورسوله . والإسبال يعتبر من كبائر الذنوب.
اعلم أخي المسلم: بارك الله فيك أنه لا يحق لأي إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرض عن أي أمرٍ أُمر به أو نهيٍ نهى عنه رسول الله بعد أن يتبين له ويثبت لديه، فإن الرسول قد ذم وحذر أناسا لا يبادرون إلى العمل بالحديث إذا بلغهم، فقال : { ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرّم رسول الله كما حرم الله } [صحيح أبي داود]. وممّ أبتلي به بعض الناس الإسبال حتى أصبح ظاهرة منتشرة والله المستعان !
تعريف الإسبال لغة: في اللغة أسبل إزاره: أي أرخاه، يقال: أسبل فلان ثيابه، إذا طوّلها وأرسلها إلى الأرض.
وفي الاصطلاح: المسبل إزاره المرخي له الجار طرفه، وهو أيضًا: إرخاء اللباس وإرساله بحيث يتجاوز الحد المقرر في النصوص الشرعية ولا يتقيد بالخيلاء.
حد اللباس الواجب والمستحب
عن ابن عمر قال مررت على رسول الله وفي إزاري استرخاء فقال: { يا عبدالله ارفع إزارك }، فرفعته، ثم قال: { زد }، فما زلت أتحراها بعد فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: { أنصاف الساقين } [رواه مسلم].
عن حذيفة قال: أخذ رسول الله بعضلة ساقي، فقال: { هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين } [صحيح الترمذي].
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : { الإزار إلى نصف الساق }، فلما رأى شدة ذلك على المسلمين، قال: { إلى الكعبين لا خير فيما أسفل من ذلك } [رواه الإمام أحمد3/140].
قال : { إزار المسلم إلى نصف الساق } [صحيح أبي داود].
قال : { إزرة المؤمن إلى عضلة ساقه، ثم إلى كعبين، فما كان أسفل من ذلك ففي النار } [رواه الإمام أحمد2/255].
قال الحافظ: ( والحاصل أن للرجل حالين: حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال الجواز هو إلى الكعبين ) [فتح الباري10/220].
أحاديث في ذم الإسبال
قال : { إن الله عز وجل لا ينظر إلى مسبل الإزار } [صحيح النسائي].
قال : { ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار } [رواه البخاري].
عن الشريد قال: أبصر رسول الله رجلاً يجر إزاره فأسرع إليه أو هرول فقال: { إرفع إزارك واتق الله }، قال: إني أحنف تصطك ركبتاي. فقال: { ارفع إزارك كل خلق الله حسن }، فما رؤي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه. [صحيح، رواه الإمام أحمد4/390].
قال : { المسبل في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام } [صحيح أبي داود]. ( أي لا يؤمن بحلال الله وحرامه وليس من دين الله في شيء ).
قال : { ما تحت الكعبين من الإزار في النار } [صحيح أبي داود].
قال النبي : { من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة }، فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، وفي رواية: إزاري من أحد شقيه، وفي رواية: إن أحد جانبي إزاري، فقال رسول الله : { إنك لست ممن يفعله خيلاء }. وفي روايه: { لست منهم } وفي رواية: { إنك لست تصنع ذلك خيلاء } [رواه البخاري والزيادة لأهل السنن].