سم الكتاب: دراسة الطب بين التحديات والمسئوليات
اسم المؤلف: الأستاذ الدكتور محمد عابد باخطمه
الناشر: المؤلف : (ص . ب 6615) جده 21452 ( طبعة أولى 2000م )
**إن الحيرة التي تقابل خريجي الثانوية العامة في كل أرجاء الوطن العربي تتكرر كل عام، فالطالب الذي يتحصل على نتيجة ودرجة الامتياز في الامتحان النهائي للمرحلة الثانوية يجد إغراء للالتحاق بكليات النخبة وهى الطب والهندسة، وقد لا تكون لديه الميول لأي منهما ولكن الضغوط الاجتماعية والأسرية والصحبة والغرور تغطي واحيانا تلغي حالة العقل والاتزان والتفكير السليم عند الطالب الناجح بامتياز، وتطلق العنان لركوب الموجة مع الصحاب ومع ما يطلبه الأهل.
وهذه المشكلة والحيرة هي عالمية في طبيعتها، ولا تواجه الطلبة العرب بل إنها تواجه جميع خريجي الثانوية والراغبين في إكمال دراستهم الجامعية، لذا فان هناك مكاتب توجيه في المدارس الثانوية وفي الجامعات لتوجيه الطالب المتقدم الوجهة الصحيحة له في حياته حسب مقدرته العقلية، وميوله النفسية، وشخصيته المتفردة، وآماله المعيشية، وظروفه الاجتماعية.
هذه المشكلة الاجتماعية والتعليمية لاقت اهتمامها الكبير من الدكتور الطبيب "محمد عابد باخطمه" الذي عمل معيدا لكلية الطب بجده، فعمله كطبيب ورجل تعليم جعله يدرك مقدار الحيرة والبلبلة التى يعيشها الطلبة في تقرير هدف نهائي للمستقبل، فهو عاشر وشاهد وقابل عشرات الطلاب ودرس وعاصر مشاكلهم فألف كتابه " دراسة الطب بين التحديات والمسؤوليات " ليكون دليلا للطالب وللوالدين والمربين ومستشارا لمن يرغب في دراسة الطب ولأطباء المستقبل. وهذا الكتاب وضعه خبير في هذا الحقل علما وعملا. لذا فان ما يقوله المؤلف يعتبر مرجعا وتوجيها قيما لكل طالب يرغب في دراسة الطب.
وعلى الرغم من أن كتابة ينصرف بجملته إلى الطلبة الراغبين في دراسة الطب إلا أن نصائحه التربوية والتوجيهية تنفع الجميع، فهو يقول من ضمن نصائحه المنتشرة في صفحات الكتاب :
نصائح إلى جميع الطلاب:
1- لا تدخل كلية الطب فقط لأن مجموعك مرتفع. أفضل كلية هي الكلية التي تستطيع فيها صقل مواهبك وقدراتك.
2- جميع المهن وجميع الكفاءات وجميع القدرات بحاجة لبعضها البعض.
3- المواد في الثانوية العامة يجب ان لا تكون هي التي تحدد دراسة الطب من عدمها.
4- إن الشخص الذي لا يملك موهبة الحفظ أو حتى لا يحب الحفظ يمكنه أن ينجح ويستمر ويتفوق في كلية الطب.
5- أن يقف الطالب أمام المرآة ويسأل نفسه السؤال المهم..هل أنا هنا لأنني أريد ان أكون هنا، أو لأنني وجدت نفسي هنا، أو لأنني أجبرت ان أكون هنا، أو لأنني كنت أجرب فقط.
6- أن يسال الطالب نفسه سؤالا جادا بعد أن جرب السنة الأولى في الكلية عن مدى رغبته الحقيقية، فإنه سيوفر على نفسه تضييع المزيد من الوقت.
وهناك صفات يجب أن تتوفر في طالب الطب قد تتطلبها كليات ودراسات أخرى فهي ليست وقفا على دارسي الطب، ولكن هناك صفات يجب ان تكون ظاهرة لطبيب المستقبل نلخصها بالتالي:
** أن يعلم طبيب المستقبل أن هذه المهنة مهنة متعبة، وفيها الكثير من التضحية في الوقت، فالمريض يحتاج إلى تعاطف معه، فيجب أن يكون طبيب المستقبل متفانيا في الخدمة ليس زنقا سريع الغضب.
** يجب أن تكون شخصية طبيب المستقبل من النوع المؤمن بالله، المتواضع في شخصيته والمترفع أيضا في نفسيته.
**مهنة الطب تحتاج إلى أمانة علمية وعملية وأن يكون محافظا على أسرار وخفايا مرضاه، فان كان لا يحفظ السر فأولى له أن يبتعد عن هذه المهنة.
** الطب يحتاج إلى فكر ذو نظرة شمولية وعمق وفراسة في الوقت نفسه، فليعلم طبيب المستقبل أنه أمام تحديات ذهنية عالية تحتاج إلى عقل مستنير، ينظر نظرة تلسكوب ونظرة ميكروسكوب في الوقت نفسه، ولا يعتمد على حفظ قوانين ومعلومة هناك وهناك.
ويناقش الكتاب موضوعا اجتماعيا كبيرا وهو: هل الطب مناسب للفتاة؟ ويقدم ذلك في فصل منفصل لأهميته وهو يرى ان الإمكانية العقلية والعلمية تتوفر عند الفتيات بنفس المستوى عند الأولاد، ولكن التضحيات تختلف فالتضحية كبيرة من الفتاة الراغبة في دراسة الطب فهي ستضحي بحياتها الخاصة وأمومتها ورعاية بيتها !!
وعليها أن تقارن بين الميزات والعيوب ولها القرار في ذلك .