أهم الأمراض المهنية التي تصيب الطبيب البيطري
مقدمـــــة : لقد قسمنا هذا العمل بشكل سهل وسلس على أساس الأمراض المهنية التي تختلف باختلاف الحيوان المعالج فقمنا بتقسيم البحث إلى : 1-الأمراض التي تصيب العاملين في مجال تربية المجترات . 2-الأمراض التي تصيب العاملين في مجال تربية الخيول . 3-الأمراض التيتصيب العاملين في مجال تربية الدواجن .
4-الأمراض التي تصيب العاملين في مجال تربية الكلاب والقطط . هذا ولم نذكر جميع الأمراض المهنية التي تصيب الأطباء البيطريين بل ذكرنا أهم الأمراض المهنية من حيث خطورتها ومن حيث تواجدها في بلدنا القطر العربي السوري .
وركزنا على ذكر الأمراض المهنية ذات المسببات الجرثومية والفيروسية وتحاشينا ذكر الأمراض الطفيلية المهنية وذلك لتناول الأمراض الطفيلية من قبل بعض الزملاء في مشاريع التخرج الأخرى .
( مـدخــــــل ) : تصنيف الأمراض المشتركة :
للأمراض المشتركة تصنيفات عدة أهمها التصنيف الخاص بالأثوياء الخازنة والآخر وفق دورة حياة العامل المسبب للمرض و الثالث بحسب الأهمية الاقتصادية و الوبائية وطبيعة علاقة الإنسان بالحيوان و الرابع والخاص بنوع العامل المسبب للمرض .
أ- التصنيف المتعلق بنوع الأثوياء الخازنة للمرض :
1- أمراض مشتركة حيوانية بشرية :
وهي الأخماج التي تنتقل إلى الإنسان من أنواع كثيرة من الحيوانات الفقارية الداجنة و البرية, ويمكن لهذه الأمراض أن تبقى في الطبيعة بصرف النظر عن وجود الإنسان , و تحصل إصابة الإنسان غالباً بهذه الأمراض من خلال التعرض المهني غير العادي , ومن هذه الأمراض البريميات وداء التولاريمية و حمى الوادي المتصدع و السل البقري .
2- أمراض مشتركة بشرية حيوانية :
وهي من أصغر مجموعات الأمراض المشتركة وهي أمراض تنتقل طبيعياً من إنسان إلى آخر ولكنها في بعض الأحيان قد تصيب الحيوانات الفقارية مثل السل البشري و داء الدفتيريا و داء الأميبات .
3- أمراض مشتركة ذات الوجهتين :
وهي الأمراض المشتركة التي تكون موجودة في كل من الإنسان و الحيوان ويحافظ على بقائها كل من الإنسان و الحيوانات مثل الإصابة بالعنقوديات الذهبية والعقديات التي تنتقل في كلا الاتجاهين .
ب- التصنيف الذي يعتمد على نوع دورة حياة العامل المسبب للمرض :
1- الأمراض المشتركة المباشرة ( المستقيمة ) :
وهي الأمراض التي تنتقل من الفقاري المصاب إلى الفقاري المستعد للإصابة عن طريق الملامسة المباشرة أو بواسطة ناقلات العدوى أي التي تنقل الخمج كالألبسة و الأدوات , أو بواسطة ناقل آلي ( كالذباب ) .
وفي هذه الحالة لا يحصل أي تطور جوهري في كيان العامل المسبب
للمرض أي أنه لا يتكاثر و لا يتطور خلال فترة الانتقال ومثال على هذه الأمراض : الجمرة الخبيثة , وداء البروسيلا ( الحمى المالطية ) وداء الكلب و البريمات وداء السالمونيلات وداء التولاريميا .
2- الأمراض المشتركة الدورية :
وهي الأمراض المشتركة التي تحتاج إلى أكثر من حيوان فقاري كأثوياء لإتمام دورة حياتها , ولكنها لا تحتاج لأي ثوي لا فقاري و مثالاً على ذلك إصابة الإنسان بالديدان الشريطية العزلاء و المسلحة وداء الكيسات العدارية في الحيوانات و الإنسان , وفي الإصابة بالديدان الشريطية العزلاء و المسلحة يكون وجود الإنسان ضرورياً لإتمام دورة حياة العامل المسبب للمرض , أما في حالة الكيسات العدارية ( المائية ) فإن الإنسان لا يدخل بشكل رئيسي في دورة حياة العامل المسبب للمرض لإمام دورة حياته ويمكن للعامل المسبب للمرض إتمام دورة حياته دون وجود الإنسان بل إنه يعد في هذه الحالة حالة مسدودة لأن الكيسات العدارية الموجودة في الإنسان المصاب لا تكون عرضة لالتهامها من قبل الكلاب .
3- الأمراض المشتـركة المتـوالية :
وهي الأمراض التي تنتقل حيوياً ( بيولوجياً ) بواسطة حامل لا فقاري ( الحشرات مثلاً ) وفي هذا الثوي اللافقاري يتكاثر العامل المسبب للمرض أو يتطور أو يتكاثر و يتطور ومن المحتمل أن يكون هناك فترة حضانة خارجية قبل الإنتقال إلى ذوي فقاري آخر و مثال على ذلك الطاعون البشري الدبلي و الإصابة بالمثقبيات ( مرض النوم الإفريقي ) و داء المنشقات .
4- الأمراض المشتـركة الرميـة :
وهي الأمراض التي لها ثوي فقاري و لها أيضاً مكان أو مخزن غير حيواني مثل المواد العضوية ( بما فيها الغذاء ) , و التربة و النباتات و مثال على هذه الأمراض داء هجرة اليرقات و معظم الأمراض الفقرية .
ج-التصنيف بحسب الأهمية الاقتصادية و الوبائية :
و طبيعة علاقة الإنسان بالحيوان :
1- أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوانات الأليفة المنتجة كالأبقار و الأغنام و الماعز و الدواجن و غيرها , وهذه الأمراض تؤدي إلى حدوث خسائر كبيرة في الحيوانات و إنتاجها من لحم و حليب و بيض و غيره .
2- أمراض مشتركة بين الإنسان و الحيوانات الأليفة غير المنتجة كالقطط و الكلاب و طيور الزينة و النسانيس و غيرها , و يكون الأثر الاقتصادي لهذه الأمراض أقل من تلك الأمراض التي تصيب الحيوانات الأهلية المنتجة .
3- أمراض مشتركة بين الإنسان و الحيوانات غير الأهلية التي تعيش في البيئة التي يعيش فيها الإنسان كالفئران و الجرذان , وتكون هذه الأمراض أحياناً ذات آثار وبائية واقتصادية كبيرة تصعب مكافحتها و تؤدي إلى خسائر اقتصادية و صحية جسيمة .
4- الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات غير الأليفة التي تعيش في المناطق غير المأهولة كالصحاري والغابات وتختلف آثار هذه الأمراض وأهميتها تبعاً للموقع الجغرافي وعدد الذين يصابون بها سنوياً
د- تصنيف الأمراض المشتركة وفق نوع العامل المسبب للمرض :
1-الأمراض الجرثومية : مثل داء البروسيلات , والسل البقري , والسالمونيله
2- الأمراض الفطرية : مثل السعف , وداء المستخفيات , وداء النوسجات
3-أمراض الري**يات : مثل حمى كيو .
4- الأمراض الفيروسية : مثل داء الكلب وحمى الوادي المتصدع وحمى غرب النيل .
5-الأمراض الطفيلية : وتشمل على الأوالي مثل المقوسات وداء الليشمانية , والمثقوبات مثل الإصابة بالمتورقة الكبدية والإصابة بالخيفانة الخيفاء , والحبليات أو الممسودات مثل داء الشعرنيات وداء هجرة اليرقات والشريطيات أو القليديات مثل الإصابة بالشريطية العزلاء والمسلحة وداء الكيسات العدارية , ومفصليات الأرجل مثل مرض الجرب .
6- أمراض البريونات : مثل مرض الدماغ الأسفنجي / تحورات مرض جاكوب – كروتسفيلد .
أهم طرق انتقال الأمراض المشتركة إلى الإنسان :
1- الملامسة المباشرة أو غير المباشرة مع الحيوانات المريضة أو منتجاتها أو إفرازاتها .
2- استنشاق الهواء الملوث أو الغبار الملوثة بمسببات الأمراض المشتركة .
3- ابتلاع الأغذية الملوثة ببراز الحيوانات المريضة أو استهلاك لحوم الحيوانات المصابة أو منتجاتها الأخرى كالحليب ومنتجاته والبيض الملوث .
4- عن طريق تلوث الجروح سواء من خلال خربشة أو عض الحيوانات المصابة أوتلوث الجروح بالعوامل المسببة للأمراض المشتركة .
أهم المجموعات البشرية التي تتعرض لخطر الأمراض المشتركة :
الذين يتعاملون مع الحيوانات ويتداولون مع الحيوانات المنتجات الحيوانية .
1- المواليد الحديثة والأطفال المسنين .
2- العاملون بالزراعة وصناعة الأغذية .
3- الأشخاص ذوي المناعة المكبوتة أو الذين يتناولون الأدوية الكابتة للمناعة .
4- النساء الحوامل .
العوامل التي تؤثر على انتشار الأمراض المشتركة :
1- التغيير في حجم وكثافة المجموعات البشرية والحيوانية .
2- الزيادة في حركة المجموعات البشرية والحيوانية .
3- المتاجرة في المنتجات الحيوانية .
4- التغييرات البيئية التي أوجدها النشاط البشري .
5- طريقة مداولة إخراجات وافرازات الحيوانات .
6- التقاليد البشرية والتغيرات التي طرأت عليها في مداولة واستعمال الحيوانات والمواد الحيوانية المصدر .
طرق مكافحة الأمراض المشتركة :
أ- الإجراءات الوقائية وتشتمل على :
1- الحجر الصحي البيطري على الحيوانات ومنتجاتها ومخلفاتها .
2- تلقيح الحيوانات وقائياً ضد الأمراض المشتركة .
3- الاهتمام بصحة البيئة .
4- إضافة المواد الكيميائية الوقائية مثل الفيتامينات والمواد السلفاميدية واستعمال مضادات الحشرات للوقاية .
5- الكشف المبكر عن الأمراض المشتركة في الحيوانات .
ب-التحكم بالأمراض المشتركة :
1- إجراء الاختبارات للكشف عن الحيوانات المكصابة وعلاجها أو ذبحها إنأمكن .
2- مكافحة ناقلات الأمراض المشتركة والخازنة لها .
أولاً – الأمراض التي تصيب العاملين في مجال تربية المجترات
(1)- البروسيلا الإجهاض الساري عند البشر Brucellosis :
تعريـف المـرض :
هو مرض يسبب الإجهاض الساري عند الإنسان ( المرأة الحامل ) ويعرف باسم الحمى المالطية , يتخذ هذا المرض شكل حمى متموجة وصداع وتعرق وآلام في معظم الجسم مع ضعف وإعياء شديد والتهاب في المفاصل .
العامـل المسـبب :
بروسيلا من النموذج البقري تشكل أغلب حالات الإصابة وقد يكون أي نوع من أنواع البروسيلا الخمسة :
1- النموذج البقري .
2- نموذج غنمي .
3-خنزيري .
4- غنمي .
5-كلبي .
والبروسيلا : عصيات قصيرة سالبة الغرام غير متحركة ليس لها أهداب ولا بذيرات .
انتقـال العـدوى :
1-عن طريق الجهاز الهضمي وذلك بتناول حليب ملوث أو استهلاك لحوم حيوانات مصابة أو تناول خضراوات ملوثة بالعامل المسبب .
2- عن طريق الجلد :وهو الشكل الأخطر بالنسبة للأطباء البيطريين وذلك أثر احتكاك الطبيب البيطري مع الحيوانات المصابة أو تداول موادها الملونة كالأجنة المجهضة والمشانم والبول والروث أو نتيجة اختراق الجراثيم لأنسجة العين والجهاز التنفسي عند تعرض الإنسان لغبار الإسطبلات الملوثة بالعامل المسبب أو تنفس غبار المزارع الملوثة بعصيات البروسيلا وقد تحدث العدوى عن طريق الحقن للعثرة 19 .
الأعراض :
1- يبدأ بتعب شديد وصداع ووجع بالرأس وتعرق غزير أثناء الليل
2- آلام في الأطراف والمفاصل ومعظم عضلات الجسم .
3- ثم تظهر حمى متموجة .
4- قد لوحظت إجهاضات عند النساء الحوامل – والتهاب الخصية عند الرجال .
المعـــالجـة :
1- يشفى المريض غالباً من تلقاء نفسه ولكن بعد أشهر طويلة .
2- يجب استعمال مركبات تتراسيكلين والاريدمايسين والترمايسين بجرعات منتظمة خلال مدة طويلة (21-28 ) يوم على الأقل عن طريق الدم والفم .
الوقاية بالنسبة للأطباء البيطريين :
أ- عليهم اتخاذ أقصى درجات الحذر عند تعاملهم مع الحيوانات المصابة
ب- تداول اللقاحات الحية المستعملة
ج- ارتداء قفازات وأحذية مطاطية عالية الساق والمراييل الواقية عند
د- جس الحيوانات أو عند إجراء عمليات الولادة أو الإجهاض أو الاحتباس المشيمي
م.ن